مقال رائع للدكتور خالد المنيف انصح الجميع بقراءته:
قبل سنوات زرت مريضا قد أصيب بداء خطير ومعه تضاءلت فرص بقائه - والأعمار بيد الله- وحدث أن زاره أحدهم في نفس الوقت وقد علم بتفاصيل حالته وبعد أن سلّم وجلس طفق يعب من القهوة ويلتهم من التمر وكأنه قد أتى من مسغبة وقد أصابه سعار الجوع !! ولم ينته الأمر عند هذا فحسب ولكن المصيبة عندما بدأ يتحدث وياليته لم يفعل وستر عيّه بصمت !!
حيث شرع يتحدث عن الموت وكيف أن البشر سيموتون وأن كلُ من عليها فان , ثم بدأ بسرد الآيات التي تتحدث عن الموت موجها الحديث للمريض مفتتحا بقول الحق عز وجل :قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم! ولم يكتف بتلك الآية بل أردفها بقوله تعالى: أينما تكونوا يدركم الموت ! واتبع الآيات بقول زهير:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
ثم أجهز عليه ببيت ابن عثيمين:
هو الموت ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ
متـى حُـطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ
وقد مرضتُ وأنا الصحيح المتعافي بعد حديثه وقد طيّر قلبي من الخوف وقد أحسست بدنو أجلي ما بالكم بالمريض الذي أورده هذا الرجل بحديثه حياض الموت !! فأين هذا الرجل من توجيه الحبيب اللهم صل وسلم عليه بالتنفيس عن المريض والتوسيع له في الحياة وطمأنته بالتفاؤل والشفاء !!
للأسف أن الكثير يتحدثون بالكلام الصحيح ولكن في الموقف والوقت الخطأ !!
ومن هذا ما ذكرته لي أحد الأخوات أن زوجها وفي صبيحة ليلة زوجها شرع في قراءة كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقد شاهدت بنفسي من جفَّ الحياء في وجهه وقد اخذ يطلق النكات في مجلس عزاء!! و مثل هذا ما يفعله الكثير من استدعاء داعية ليلقي محاضرة ( وعظية) في مناسبة زواج لوقت امتد لأكثر من ساعة!!
ومن البلادة وضعف الإدراك ما يفعله البعض من ترك أجهزة جوالاتهم دون إغلاق وقت الصلاة وعدم ضبطه على الصامت دون أدنى مراعاة لحرمة المكان والزمان ,وكأن أحدهم وزيرا للخارجية أو المسئول الأمني الأول في البلد لا يجب أن تفوته مكالمة! وقد صلى بجانبي احدهم أتته رسالة أثناء الصلاة فاخرج جواله وفتح الرسالة وقرأها وأحسبه همَّ أن يرد عليها لولا أن ركع الإمام!!
ما الذي حلَّ ببعض الناس حيث الافتقار لحسن التبصر فيما يقولون ويفعلون؟ حتى أن أحدهم يحتقر من حوله ويفرض عليهم أن يكونوا ضحايا له وعليهم أن يتقبلوا سلوكه الوقح وتصرفاته الأنانية وفهمه السقيم!!
وقد تحدث الكاتب الشهير كارل ألبريحت في ثنايا حديثه عن الذكاء الاجتماعي عن مهارة جميلة للأسف تنقص الكثير من الناس إلا وهي مهارة ( الوعي الموقفي) situational awareness وهي تعني :التصرف بحسب ما يتطلبه سياق المشهد من قول أو فعل ,
فمن كمال الشخصية و رفعة الذوق تفهم ما يتطلبه السياق المكاني والزمني من قول أو فعل وفهم طبيعة الموقف وما يستدعيه من تصرف وأظنه أعلى درجات الحكمة ,فما أروع أن يعرف الإنسان متى يتكلم ومتى يصمت ومتى يبتسم ومتى يعترض ومتى هنا استطيع القول أنه سيفرض احترامه على الآخرين وسيمتلك من أدوات التأثير واختراق القلوب الكثير
ومضة قلم
من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ، ولكن العظيم بحق ، هو من يشعر كل من في حضرته بأنهم عظماء!
قبل سنوات زرت مريضا قد أصيب بداء خطير ومعه تضاءلت فرص بقائه - والأعمار بيد الله- وحدث أن زاره أحدهم في نفس الوقت وقد علم بتفاصيل حالته وبعد أن سلّم وجلس طفق يعب من القهوة ويلتهم من التمر وكأنه قد أتى من مسغبة وقد أصابه سعار الجوع !! ولم ينته الأمر عند هذا فحسب ولكن المصيبة عندما بدأ يتحدث وياليته لم يفعل وستر عيّه بصمت !!
حيث شرع يتحدث عن الموت وكيف أن البشر سيموتون وأن كلُ من عليها فان , ثم بدأ بسرد الآيات التي تتحدث عن الموت موجها الحديث للمريض مفتتحا بقول الحق عز وجل :قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم! ولم يكتف بتلك الآية بل أردفها بقوله تعالى: أينما تكونوا يدركم الموت ! واتبع الآيات بقول زهير:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
ثم أجهز عليه ببيت ابن عثيمين:
هو الموت ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ
متـى حُـطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ
وقد مرضتُ وأنا الصحيح المتعافي بعد حديثه وقد طيّر قلبي من الخوف وقد أحسست بدنو أجلي ما بالكم بالمريض الذي أورده هذا الرجل بحديثه حياض الموت !! فأين هذا الرجل من توجيه الحبيب اللهم صل وسلم عليه بالتنفيس عن المريض والتوسيع له في الحياة وطمأنته بالتفاؤل والشفاء !!
للأسف أن الكثير يتحدثون بالكلام الصحيح ولكن في الموقف والوقت الخطأ !!
ومن هذا ما ذكرته لي أحد الأخوات أن زوجها وفي صبيحة ليلة زوجها شرع في قراءة كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقد شاهدت بنفسي من جفَّ الحياء في وجهه وقد اخذ يطلق النكات في مجلس عزاء!! و مثل هذا ما يفعله الكثير من استدعاء داعية ليلقي محاضرة ( وعظية) في مناسبة زواج لوقت امتد لأكثر من ساعة!!
ومن البلادة وضعف الإدراك ما يفعله البعض من ترك أجهزة جوالاتهم دون إغلاق وقت الصلاة وعدم ضبطه على الصامت دون أدنى مراعاة لحرمة المكان والزمان ,وكأن أحدهم وزيرا للخارجية أو المسئول الأمني الأول في البلد لا يجب أن تفوته مكالمة! وقد صلى بجانبي احدهم أتته رسالة أثناء الصلاة فاخرج جواله وفتح الرسالة وقرأها وأحسبه همَّ أن يرد عليها لولا أن ركع الإمام!!
ما الذي حلَّ ببعض الناس حيث الافتقار لحسن التبصر فيما يقولون ويفعلون؟ حتى أن أحدهم يحتقر من حوله ويفرض عليهم أن يكونوا ضحايا له وعليهم أن يتقبلوا سلوكه الوقح وتصرفاته الأنانية وفهمه السقيم!!
وقد تحدث الكاتب الشهير كارل ألبريحت في ثنايا حديثه عن الذكاء الاجتماعي عن مهارة جميلة للأسف تنقص الكثير من الناس إلا وهي مهارة ( الوعي الموقفي) situational awareness وهي تعني :التصرف بحسب ما يتطلبه سياق المشهد من قول أو فعل ,
فمن كمال الشخصية و رفعة الذوق تفهم ما يتطلبه السياق المكاني والزمني من قول أو فعل وفهم طبيعة الموقف وما يستدعيه من تصرف وأظنه أعلى درجات الحكمة ,فما أروع أن يعرف الإنسان متى يتكلم ومتى يصمت ومتى يبتسم ومتى يعترض ومتى هنا استطيع القول أنه سيفرض احترامه على الآخرين وسيمتلك من أدوات التأثير واختراق القلوب الكثير
ومضة قلم
من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ، ولكن العظيم بحق ، هو من يشعر كل من في حضرته بأنهم عظماء!